التبيين في شرح الاربعين | الامام النووي | عز الدين محمد بن ابي بكر بن عبد العزيز الكناني المعروف بـ ابن جماعة
إن الإمام العالم العلامة الجليل الزاهد الورع أبا زكريا يحيى بن شرف الدِّين النووي، يُعَدُّ واحداً من أئمَّة هذا الدِّين، والذين أفنوا عمرهم في حفظ هذا الدِّين ونقله للأجيال اللاحقة. وإن كتاب “الأربعين النَّووية” للإمام النووي، هو أحد الكتب التي جمع فيها مصنفها أصول الدين مع فروعه، كالجهاد، والأخلاق، والزهد، والآداب، والعبادات، والمعاملات (وكلُّ حديث منها قاعدةٌ عظيمة من قواعد الدِّين).
فنال هذا الكتاب من العناية، والشرح، والبيان أكثر من غيره، فما مِنْ إمام من الأئمة الأعلام الذين جاؤوا من بعد الإمام النووي إلا وله شرحٌ على متن الأربعين النَّووية، ومِنْ بين هذه الشروح، شرح الشيخ العلامة عز الدين ابن جماعة المتوفى سنة (819هـ) وهو جزء من تلك الأعمال العلمية التي قامت حول “الأربعين النووية”.
وهذا الشرح – في الأصل – مختصر لكتاب “التعيين في شرح الأربعين” للعلامة نجم الدين سليمان بن عبد القوي الطوفي المتوفى (716هـ). وكتاب “التعيين” للطوفي، كتاب يعتبر من أوائل الشروح للأربعين النووية، أجاد فيه المؤلف في الكلام على الأحاديث لفظاً ومعنىً، واقتنص الفرائد منها، واستنبط الفوائد الأصوليَّة والفروعيَّة، ووظَّف القواعد الأصولية فيها من تخصيص عامٍّ، وتعميم خاصٍّ، وتقييد مطلقٍ، وإطلاق مقيَّد، وتبيين مُجْمل، وتوفيقٍ بين ما ظاهره التعارض والتدافع من الكتاب والسُّنَّة.
فجاء من بعد الطوفي المتوفى (716هـ) الإمامُ العلامةُ ابنُ جماعة المتوفى (819هـ)، فاختصر كتاب “التعيين”، واستدرك عليه بعض ما ذهب إليه في شرحه للأربعين النوويَّة، فالكتاب شرحٌ نفيسٌ، حافلٌ بالفوائد واللطائف، اعتمده كثيرٌ من العلماء الذين جاؤوا من بعده في شروحهم لأحاديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم، منهم: ابن حجر الهيتمي المتوفى سنة (973هـ) في كتابه القيِّم: الفتح المبين لشرح الأربعين. ولأهمية هذا الكتاب، اعتنى بتحقيقه والتعليق عليه وتخريج أحاديثه الأستاذ رياض منير العيسى، كما وضح في نهايته فهارس علميّة تخدم القارئ، والمُراجع، وتساعدهما على حسن الإفادة من الكتاب.
Reviews
There are no reviews yet.