العمدة في فقه مالكي | عبد الرحمن بن محمد بن عسكر البغدادي المالكي
لقد بذل ابن عسكر البغدادي جهودًا واسعة في إحياء المدرسة المالكية ا لعراقية، بعد ما أصابها الضعف والوهن، ومن بين هذه الجهود التي بذلها هذا الكتاب الذي نحن بصدد تحقيقه.موضوع هذا الكتاب هو فروع علم الفقه، في العبادات، والمعاملات، على م ذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، اختصر فيه المؤلف كتاب ه يدل على موضوعه، فقد ذكر فيه ما يعتمد عليه من الأقوال في المذهب المالكي، مع إيجاز بليغ، دقيق.
لم يكشف ابن عسكر البغدادي في كتابه “العمدة” إلا عن ثلاثة مصادر من ا مصادر التي اعتمدها، وربما يرجع ذلك إلى رغبته في التخفيف من حجم الكتاب، وإبقائه في كشف عنها هي: ١ – الموطأ، للإمام مالك. ٢ المدونة، للأمام مالك. ٣ – المعونة، للقاضي عبد الوهاب.
العمدة” معاملات، صيغت في أربع وأربعين كتابًا، إبدتا بكتاب الطهارة، لكتاب “العمدة” أهمية واضحة بين كتب الفقه المالكي، ويتجلى ذلك من خلال ما يلي: ١ – كون هذا الكتاب هو تلخيص لكتاب يعد من أجل مؤلفات المالكية المعتمدة، الجامعة لمسائل المذهب، ألا وهو كتاب “المعونة عل ى مذهب عالم المدنية”، للقاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي. ٢ – اشتمال هذا الكتاب على كثير من الأحكام الفقهية، في العبادات وال معاملات على مذهب الإمام مالك، واحتواؤه على أقوال كبار علماء المذهب، مع الإشارة إلى درجة القول الفقهي من الصحة، والشهرة؛ مما يسعف الراغب في الاقتصار على تطبيق الصحيح، والمشهور، والمعتمد، وما به الفتوى في المذهب. ٣ – تنظيم المسائل الفقهية داخل هذا الكتاب تنظيما متناسقا، وإدراجه ا تحت ما يناسبها من الموضوعات، مع عرضها بعبارة سهلة.
٤ – اعتماد علماء المذهب على هذا الكتاب، وانتشاره بينهم، وإقبالهم عليه؛ فقد نقل عنه العلماء الكبار.
سلك ابن عسكر نهجًا مناسبًا لقصده من تأم لفقه المالكي إلى الباحث، بطريقة سهلة التناول، والحفظ، مع إيجاز في العبارة، وكثرة المعاني؛ ليكون كثير الانتفاع، قريب الاطلاع، ويمكن أن نلخص ملامح منهج ابن عسكر في هذا الكتاب في العناصر التالية: ١ – تلخيص اللفظ، وتكثير المعنى، مع وضوح العبارة؛ الأدلة يل الأحكام، ولا مناقشة الآراء المختلفة. ٢ – عزو الأقوال إلى أصحابها، والإشارة إلى الصحيح، والمشهور، وما
يعتمد في المذهب الأ قوال؛ وهذا الأمر يعتبر من الخصائص المهمة في هذا الكتاب، مما يفيد الباحث ع ن المعتمد من الأقوال في مذهب، ويخدم القاصر على التطبيق. ٣ – تنظيم الكتاب بطريقة مبسطة وواضحة، وترتيب الموضوعات فيه بما اسب مع العقل والفهم. ٤ – الالمام بالمذهب، والدقة في نقل الأقوال، والبعد عن الخطأ، ط في النقل. ٥ – الحرص على الاقتصار على ما يكون موضوع البحث في كل باب من الأبواب.
وفي النهاية، يمكن أن نقول إن هذا الكتاب يعتبر واحدا من الكتب في الفقه المالكي، ويعد مرجعا ضروريا للدارسين لهذا المذهب. ولقد قام العديد من العلماء بشرحه وتوضيحه، مما يزيد من أهميته وقيمته
Reviews
There are no reviews yet.