المنتخب في شرح لامية العرب للشنفري | يحيى بن ابي طي بن ظافر بن علي الحلبي الغساني
أرسل العلامة الأديب ابن أبي طيٍّ في هذا الكتاب أضواء البيان وأشعة الإيضاح على «لامية العرب» للشنفرى ، فأجاد ووفّى بالمراد . وكان شرحه هذا شرحاً في غاية الجزالة والتبيين ، ضم فيه فوائد غرراً ، ومعلوماتٍ من الأهمية بمكان . وهو بحقٍّ شرحٌ يحتاج إليه المتأدبون ، ويكرع من منهله اللغويون ؛ لما جمعه المؤلف من دُرَرٍ علميةٍ وجواهرَ أدبيةٍ ، يُرحل إلى أقل من مثلها ، ولا سيما والمؤلف طويلُ الباع ، لامعُ اليراع ، له مؤلفات عدة في شتى فنون العلم . حيث يقول ابن أبي طيٍّ : ( أما بعد : فإني أرغب إلى الله العظيم ، كاشف العظيم ، ومنزل الخير العميم ، وناشر العميم ، أن يوفقني لـما حاولته ، وييسر ما رمته من شرح كلمة الشنفرى لامية العرب ومنهاج الأدب ، القصيدة النافرة ، والقافية النادرة … ليظهر ما أودعته به من لطائف النكت اللطيفة ، ورصعته فيه من طرائف الأدب الظريفة ) . وقد أضفى عليه محققه الدكتور إبراهيم البطشان لمسة تحقيقية عالية تزينت بها حواشي الكتاب ، ورجع إلى مصادر عدة في شتى الفنون لتحقيق الأصل ، فغدا بحمد الله تعالى تحفة فنية فريدة لا يستغني عن مثله طالب علم . وبالرغم من أن لهذه اللامية عدة شروح ؛ فإن هذا الشرح بحق يعد واسطة عقدها ، وهو المجلي في ميدان الشروح .
لامية العرب قصيدة لشاعر جاهلي هو الشنفرى عرفت بلامية العرب، دون سواها من لاميات الجاهليين، ولقد تناولها مشاهير الأدب واللغة بالشرح والتحليل، ومنهم الزمخشري والمفضل الضبي والمبرد وغيرهم، كما أُعجب بها المستشرقون، فترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليونانية، ولعل من أسباب ولع الأدباء والمستشرقين بها، جزالة ألفاظها، وتعبيرها الصادق عن حياة العربي وأخلاقه زمن الجاهلية، وعن حياة الصعاليك على وجه الخصوص.
Reviews
There are no reviews yet.