مشروع مكتبة طالب العلم : مكتبة المعاجم اللغوية
تآج العروس من جواهر القاموس | أبي الفيض محب الدين محمد مرتضى الزبيدي الحسيني الواسطي الحنفي
يقول المؤلف في مقدمة: “… فإن التصنيف مضمار تتصب إليه خيل السباق من كل أوب… وقد تصديت للإنصباب في هذا المضمار… فتدبرت فنون العلم التي أنا كائن بصدد تكميلها… وقائم إزاء خدمتها وتحصيلها، فصادفت أصلها الأعظم الذي هو اللغة العربية خليقة بالميل في صفو الإعتناء بها… وكان لها كتاب القاموس المحيط للإمام مجد الدين الشيرازي من أجلّ ما أُلفّ لإشتماله على كل مستحسن من فصاحبة العرب العرباء… والركن البديع إلى درابة اللسان ونحوا به اللسن حيث أوجز لفظه وأشبع معناه، وقصر عبارته وأطال مغزاه، لوّح فأغرق في التصريح، وكنّى فأغنى عن الإفصاح، وقيد من الأوابد ما أعرض واقنصى من الشوارد ما أكتب…
ولعمري هذا الكتاب إذا حوضربه في المحافل فهو بهاء… قد اخترق الآفاق مشرقاً ومغرباً… وحلت متنه عند أهل الفن وبسطت أياديه واشتهر في المدارس… وخفّ على المدرسين أمره إذ تناولوه… تصدى لكشف غوامضه ودقائقه رجال من أهل العلم… فمنهم من اقتصر على شرح خطبته التي ضربت بها الأمثال وتداولها بالقبول أهل الكمال… كالمحب بن الشحنة والقاضي أبي الروح عيسى بن عبد الرحيم والعلامة ميرزا الشيرازي، ومنهم من تقيد بسائر الكتاب… فصارت الفوائد في كتبهم متفرقة… فجمعت في هذا الشرح ما تفرق… فانتظم شمل تلك الأصول والمواد كلها في هذا المجموع…
وصار هذا بمنزلة الأصل وأولئك منزلة الفروع، فجاء بحمد الله تعالى وفق البغية… بديع الإتقان، صحيح الأركان… وليس لي في هذا الشرح فضيلة… سوى أنني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من منطوق ومفهوم، وبسطت القول فيه ولم أشبع باليسير… فمن وقف فيه على صواب أو زلل أو صحة أو خلل فعهدته على المصنف الأولى وحمده وذمه لأصله الذي كان عليه المعوّل… لأني عن كل كتاب نقلت مضمونه فلم أبدّل شيئاً… بل أديت الأمانة في شرح العبارة، وأوردت ما زدت على المؤلف بالنص، وراعيت مناسبات ما ضمنه من لطف الإشارة، فيلعدّ من ينقل عن شرحي هذا عن تلك الأصول والفروع، وليستغن بالإستوضاء بدريّ بيانه الملموع… فإنني لم أقصد سوى حفظ هذه اللغة الشريفة، إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنّة النبوية…
وقد جمعته في زمن أهله بغير لغته يفخرون، وصنعته كما صنع نوح عليه السلام الفلك وقومه منه يسخرون (وسميته تاج العروس من جواهر القاموس) وكأني بالعالم المنصف قد أطلع عليه فارتضاه وأجال فيه نظرة فاجتباه […].
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب طُبع عن الطبعة الأصيلة المعتمدة والمطبوعة في المطبعة الخيرية بمصر المحبة سنة 1306 والتي تم الإعتماد فيها على النسخة الخطّبّة بخط المصنف رحمه الله تعالى، وذلك بعناية ملتزم طبعه السيد علي جودت بمعونة ودعم الوزير أحمد باشا فختار المندوب العالي السلطاني تصحيح وتحرير وتنقيح العلامة الشيخ محمد أبي راشد مع متابعة بيع وتوزيع المطبوعات من قبل الكتبين السيد عمر حسين الخشاب والسيد محمد عبد الواحد الطوبي وذلك في عهد السلطان عبد الحميد خان وقد كَمُل طبعه في سنة 1307 […] هذا من جهة.
من جهة ثانية، فإن هذه المساهمة في إصدار هذا الكتاب “تاج العروس من جواهر القاموس” تأتي في سياق مشروع مكتبة طالب العلم… من الطبعات القديمة المعتمدة مما مضى على طبعة أكثر من خمسين عاماً، ولم بعد متوافراً ومتاحاً، وقد اختارها من خزانةَ كتبه وأشرف على طبعها نور الدين الدين طالب، مغنياً سلسلة مكتبة المعاجم اللغوية بهذا العمل.
تَاجُ العَرُوس مِنْ جَوَاهِرِ القَامُوس معجم عربي – عربي، ألفه العلامة مرتضى الزبيدي، شرحا لمعجم القاموس المحيط الذي كتبه الفيروز آبادي. ويقول عنه المستشرقون بأنه آخر المد اللغوي في المعاجم العربية، وبعده توقفوا في هذا المجال. وهو معجم يأخذ بآواخر الكلمات، أي يأخذ بالحرف الأخير من مصدر الكلمة ثم الحرف الأول ثم الثاني، وهو نفس الترتيب الذي ورد في القاموس المحيط.
ويحكي لنا الجبرتي لمحة من خروج ذلك العمل الفذ إلى النور، فيقول: “وشرع في شرح القاموس حتى اتمه في عدة سنين في نحو أربعة عشر مجلدًا وسماه تاج العروس، ولما أكمله أولم وليمة حافلة جمع فيها طلاب العلم وشيوخ الوقت بغيط المعدية، وذلك في سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، وأطلعهم عليه واغتبطوا به وشهدوا بفضله وسعة إطلاعه ورسوخه في علم اللغة، وكتبوا عليه تقاريظهم نثرًا ونظمًا فمن قرظ عليه شيخ الكل في عصره الشيخ علي الصعيدي، والشيخ أحمد الدردير والسيد عبد الرحمن العيدروس والشيخ محمد الأمير والشيخ حسن الجداوي، والشيخ أحمد البيلي والشيخ عطية الأجهوري والشيخ عيسى البراوي والشيخ محمد الزيات، والشيخ محمد عبادة والشيخ محمد العوفي والشيخ حسن الهواري والشيخ أبو الانوار السادات، والشيخ علي القناوي والشيخ علي خرائط والشيخ عبد القادر بن خليل المدني والشيخ محمد المكي، والسيد علي القدسي والشيخ عبد الرحمن مفتي جرجا والشيخ علي الشاوري والشيخ محمد الخربتاوي، والشيخ عبد الرحمن المقري والشيخ محمد سعيد البغدادي الشهير بالسويدي وهو آخر من قرظ عليه، وكنت إذ ذاك حاضرًا وكتبه نظمًا ارتجالًا وذلك في منتصف جمادى الثانية سنة أربعة وتسعين ومائة وألف. ولما انشأ محمد بك أبو الذهب جامعه المعروف به بالقرب من الأزهر وعمل فيه خزانة للكتب واشترى جملة من الكتب ووضعها بها أنهوا إليه شرح القاموس هذا وعرفوه أنه إذا وضع بالخزانة كمل نظامها، وانفردت بذلك دون غيرها ورغبوه في ذلك فطلبه وعوضه عنه مائة ألف درهم فضة ووضعه فيها”.
عدد جذور المعجم
-
الثلاثي 7597
-
الرباعي 4081
-
الخماسي 300
-
المجموع 11978
Reviews
There are no reviews yet.