حاشية على شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي | عبد العزيز بن محمد ال عبد اللطيف

حاشية على شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي | عبد العزيز بن محمد ال عبد اللطيف

صنَّف الإمامُ أبو جعفر الطحاويُّ الحنفيُّ متنًا في العقيدة يُعدُّ من أشهر المتون العقديَّة، واشتهر بـ((العقيدة الطَّحاويَّة))، جمَع فيه مصنِّفُه عقيدةَ أهل السُّنَّة والجماعة بإيجاز. وقد كتَب الله تعالى القَبولَ لهذا المتن؛ فتتابع عليه طلبةُ العِلم حِفظًا، والعلماء شرحًا، ونظمًا. وقد تعدَّدت شروحاتُه، وتنوَّعت، وكان ممَّن شرَحه الإمامُ ابنُ أبي العز الحنفي، ومع كثرة شروحاته إلَّا أنَّ شرْح ابن أبي العز الحنفي رحمه الله، قد انتشر وعمَّ نفعُه، وحظِيَ بالقَبول؛ فطُبِع مرارًا، وعُني بتعلُّمه وتعليمه، ودُرِّس في المساجد والجوامع، واحتَفى به العلماء والباحثون؛ فمِنهم مَن هذَّبه واختصَره، ومنهم مَن علَّق على مواطنَ منه، ومنهم مَن حقَّقه وخرَّج أحاديثَه وآثاره. وقد تميَّز هذا الشرح بأنَّه على طريقة السَّلَف الصالح، وأنَّ فيه من البسط والبيان ما ليس في سائرِ الشُّروح الأخرى، كذلك استوعب – بالجملة – أصولَ الدِّين في المسائل والدَّلائل؛ ففيه تفصيلٌ دقيق، وتحريرٌ عميق لمسائل التوحيد والنبوَّة والمعاد، وسائر مسائل الاعتقاد. كذلك أظهر طريقةَ أهل السنة في التلقِّي والاستدلال، كما في تقريره تقديمَ النَّقْل على العقل عند توهُّم التعارُض بينهما، وقَبول خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد.

كما تَضمَّن الشرح تقريرًا وتأصيلًا لمذهب السَّلف؛ ففيه أيضًا الردُّ على المخالفين ومناقشتهم، والرد على الفِرق كـ(الخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، وغيرهم) وأيضًا الردُّ على مسلك التخييل عند الفلاسفة، والتجهيل عند المفوِّضة، والشَّطح عند المتصوِّفة، والتأويل الفاسد عند المتكلِّمة. وقد ضَمَّ هذا الشَّرح خُلاصةً متينة لما حرَّره ابنُ تيميَّة في موسوعاته ومجلَّداته، وقد أحسن الشَّارح في سَبْك هذه النقول وصِياغتها، وَفقَ ترتيب بديع، ونسَق سديد.

وكتاب هذا الأسبوع هو حاشيةٌ على هذا الشَّرْح المفيد؛ جاءت هذه الحاشيةُ لتكون امتدادًا واستكمالًا لجهود السَّابقين، الذين اعتنَوا بدِراسة هذا الشَّرح وتحقيقه، وتوضيحه، وتهذيبه. وقد تَضمَّنت هذه الحاشية: موارد ابن أبي العِز في هذا الشَّرح، حيت قام المحشِّي فضيلة الشيخ عبدالعزيز بتتبُّع هذه الموارد والإحالات، فأحال كلامَ الشارح إلى مواردِه مِثل كتُب شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وتلميذه ابن القيم، وابن كثير، وغيرها من الموارد. وفيها توضيحٌ وبيان لِما قد يُشكِل من كلام الماتِن، أو الشَّارح في مواطن، والتعقيب والاستدراك في مواطِنَ أخرى. كما حوتِ الحاشيةُ عِدَّة نقول وتحريرات، وجملةَ تقريرات وتنبيهات، مهمَّة ومفيدة في تجلية هذا الشَّرح واستكماله. وأغلبُ هذه التعليقاتِ والتقريرات استفادها المحشِّي -كما ذكر- من تراث ابن تيميَّة، كما أنَّ الشارح عوَّل على هذا التراث ابتداءً وانتهاءً، وخُلاصة هذه التعليقات: شرْحٌ، وبيانٌ، وتنبيهٌ، وتعقيبٌ