خلق المسلم | محمد الغزالي
تُعتبر قضية الأخلاق، هي واحدة من أهم المركزيات التي اهتم بها الإسلام، ووضعها موضع اهتمام كبير باعتبارها أحد أهم مرتكزات النجاح في سعي المسلم في حياته. ولذلك كانت هذه القضية محل اهتمام كبير من جانب المفكرين الصحويين في العقود الماضية، في ظل حالة الفصام التي ظهرت بين المسلمين وجوهر عقيدتهم في قرون الانحطاط الحضاري الأخيرة. وبين أيدينا كتاب بعنوان “خُلُق المسلم”، للكاتب والمفكر الإسلامي، محمد الغزالي، صدر عن “دار الريان للتراث” القاهرية، في العام 1987م، في 239 صفحة. والكتاب كما يقول مؤلفه، هو عبارة عن نصوص من القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة، توجِّه المسلم إلى الفضائل التي يتم بها دينه، ويصلح بها دنياه وأخراه. والكتاب كما هو عادة الغزالي، جاء في صورة مقالات ذات طابع الخواطر التي تتناول مواقف عملية من حياة الإنسان، ودور الدين في توجيه سعي الإنسان فيها. ويبدأ الغزالي كتابه بالحديث عن أركان الإسلام ومبادئ الأخلاق، وكيف أن ضعف الخلق دليل على ضعف الإيمان، ودور الأخلاق في خلق عالم أفضل للإنسان، وفطرة الإنسان بين الخير والشر. ثم تناول بعد ذلك منظومة من الأخلاقيات التي يجب على المسلم الاجتهاد في التحلي بها. وشملت القائمة ما هو يخص السرائر، وما هو يخص السلوك والعلن. وشملت هذه المنظومة الصدق، والأمانة، والوفاء، والإخلاص، وأدب الحديث، وسلامة الصدر من الأحقاد، وحسن اختيار الأصدقاء، والرحمة، وضرورة الانتفاع بالوقت، والصبر، والحلم والصفح، والجود والكرم، ووحدة الموقف بين المسلمين، والعلم والعقل.
ما يميّز هذا الكتاب أنه عميــق الأثر بالنسبة لعدد صفحاته، فهو خفيف على النفس وفي الوقت عينه يشدك فيه (ما يتضح من اسمه) أن منظوره “إسلامي” وأنه مستوحى من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.. فهو لا يهذب الأخلاق فقط بل تفهم منه معاني بعض الآيات والأحاديث التي كانت تتخلل الكلام بخفّة، ولا يغيب عن البال أسلوب الغزالي الأدبي الجميل. وقد حرص مؤلفه أن يلفت أنظار المنصفين إلى أساليب التربية والأخلاق الرائعة التى جاء بها صاحب الرسالة الخاتمة ونقل بها العالم من الغي إلى الرشاد.

Reviews
There are no reviews yet.