روضات الجنان في الجامع لأحكام القران | الامام القرطبي | ياسين الأيوبي
“روضات الجنان” كتاب اقتطف الدكتور “ياسين الأيوبي” مادته في سفر الإمام القرطبي” الجامع لأحكام القرآن”، متبعاً في الترتيب تسلسل السور القرآنية، وأجزاء كتاب الجامع، جاعلاً كل روضة من رياض كل جزء، على حدة، تتسع الروضة وتغني أو يضيق إطارها، بحسب ما فاضت به قريحة المؤلف، ورشح من المعين القدسي، وقد اهتدى في تطوافه الطويل الممتع، إلى سبع روضات، هي على التوالي:
روضة اللغة، روضة الشروح والتفاسير، روضة الأحاديث ومضامينها القدسية، روضة الأحكام والآراء الفقهية، روضة الأخبار والحكايات الغرائبية، روضة الشعر، روضة الصحابة والتابعين، من الأئمة والعلماء. وروضة ثامنة سماها روضة الروضات جعل فيها كل ما صح نسبته إلى هذه الروضة أو تلك. وقد لا يشتمل الجزء على جميع الروضات فيغلب جانب على آخر، كما هي حال الجزء الأول الذي طغت فيه الصحابة على سائر الأجزاء، وغابت روضتا اللغة والشروح، بسبب اقتصار الكلام فيه على مسائل عامة، وعلى سورة الفاتحة وحدها…
وقد اتبع في هذا الصنيع جملة أمور، يحسن تبيانها ههنا لتمكين الدارس من معرفة خط سيره وهو يقرأ الكتاب ويخضعه للنقد والتقويم. أولاً: حرص القلم ألا تفوته ناحية من نواحي “الجامع” فيها قبس من نور وهدى.. وما أكثر ما اشتمل عليه من هذا القبيل! ثانياً: ربط كل مسألة بمقبوسها القرآني، أصل كل العلوم والفوائد التي شيد بها صرح “الجامع” الشاهق. ثالثاً: عمد في معظم النقاط المطروحة، إلى شرح مفرداتها أو عناصرها الأساسية تمهيداً لوضع كل نقطة في موضعها، متوخياً على الدوام فائدة الطرح والغاية المرجوة منه. رابعاً: نصوص القرطبي المقتطفة، العائدة لكل عنوان أو فقرة، بين مزدوجين، وجعلها في مساحة أقل من مساحة الكلام الآخر، تمييزاً وتركيزاً. خامساً: اتبع سبيل الشرح المباشر لبعض الكلمات أو المصطلحات الغامضة، أثناء كتابه النص المقتطف. سادساً: ما لم يشرحه مباشرة -أثناء سياق النص- جعله في ذيل النص. سابعاً: أثناء الكلام على روضة الأشعار، أفرد سطوراً توضيحية لمفردات الأبيات وبعض مضامينها. ثامناً: حاول عند إثبات المقبوس القرآني أن يلقي بعض الضوء على مضمون الآية أو مقبوسها، زيادة في الفائدة، وربط كل النصوص والشروح والتعقيبات، بالنص القرآني. تاسعاً: اعتمد في صنيعه هذا كله على النسخة التي صدرت في القاهرة، الطبعة الثانية، سنة 1952 التي أشرف عليها وحققها وشرحها: أحمد عبد الحليم البردوني، واستعان ببعض شروحه التي وردت في الحاشية، على شيء من التعديل والتصرف.
Reviews
There are no reviews yet.