مختصر المهمات | أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي الشافعي
كتاب عزيز ، للإمام الفقيه ولي الدين أبي زرعة العراقي ، اختصر فيه « مهمات الإمام الإسنوي » جمال الدين عبد الرحيم رحمهما الله تعالىٰ . ولا بد أن نعرِّج على الأصل حتىٰ نصل للفرع ؛ فإن الإمام الرافعي والإمام النووي . .هما الشيخان إذا أطلقا في مذهب السادة الشافعية ، وعليهما العمدة ؛ ولذلك اشتهرت كتبهما ، وذاع صيتهما ، وانتشر علمهما ، رحمهما الله تعالىٰ . اختصر الإمام النووي كتاب الإمام الرافعي المسمى « العزيز شرح الوجيز » في كتاب سماه : « روضة الطالبين وعمدة المفتين » ، وكان الإمام النووي رحمه الله تعالىٰ يكتب كالجواد المسرع في ميدانه ، كما قال الأذرعي رحمه الله ؛ فقد أنهىٰ تأليف واختصار هـٰذا الكتاب العظيم في سنتين وسبعة أشهر لقد بارك الله له في عمره ومحله ولـٰكن المنية عاجلته قبل مراجعتها وتحريرها كما قال الحافظ السخاوي رحمه الله : ( ولم تتفق له مراجعتها وتحريرها ، بل هجمت عليه المنية قبل إدراك الخمسين ، فرضي الله عنه وعن جميع عباده الصالحين )، وإذا عرف السبب . . بطل العجب . فألف الإمام جمال الدين الإسنوي كتاباً تعقَّب فيه الشيخين ، وسمىٰ كتابه : « المهمات في شرح الرافعي والروضة » ، وتعرض لما وقع للشيخين من التناقض ، ومنهم من يسمي « المهمات » بـ « التناقض الكبير » ،ففتح الباب للعلماء فأنعموا النظر في كلامه ، وتحروا الصواب في مرامه ، فانبرىٰ لذلك غير عالم . ثم جاء من اختصر « المهمات » كابن الوكيل والصرخدي والغزي ، ثم جاء الحافظ ولي الدين أبو زرعة العراقيواختصر « المهمات » ، وسماه : « مختصر المهمات » . وممن رد على « المهمات » كثير من العلماء ؛ كالإمام الأذرعي في « التنبيهات علىٰ أوهام المهمات » ،والغزي في « المنصف في الرد على المهمات » ، والبلقيني في « الملمات برد المهمات » وللحديث شجون يطول ذكرها . رحم الله الإمام الرافعي والإمام النووي . .فقد أتعبا من جاء بعدهما ، ورحم الله الإسنوي فقد فتح قرائح الناس ، ومنهم مؤلف كتابنا هـٰذا ولي الدين أبو زرعة ، رحم الله الجميع ، وجزاهم الله عنا خير الجزاء .