مسند الإمام عبد الله بن المبارك
ان كتاب مسند الامام الحافظ الثقة عبد الله بن المبارك من كتب الحديث المهمة لانه من تصنيف احد اعلام المسلمين ولانه من مصنفات القرن الثاني. وهي حلقة من حلقات التدوين المتصلة والتي بدات منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان اذن بالكتابة لبعض الصحابة الكرام. فكتبت الصحف كالصحيفة الصادقة للصحابي الجليل الامام الحبر عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، وصحيفة امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، وصحيفة سمرة بن جندب وابي هريرة وانس وابي بن كعب وجابر بن عبدالله وابي هند الداري وجرير بن عبد الله وزيد بن ثابت رضي الله عنهم اجمعين . ثم نشط التدوين في عهد التابعين فكانت لهمام بن منبه صحيفة عن ابي هريرة وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر وسعيد بن الجبير وابي العالية الرياحي وعبيدة السلماني وغيرهم.
ثم ظهر التدوين المنتظم في الجوامع كجامع معمر بن راشد وجامع سفيان الثوري وضهرت المصنفات كمصنف حماد بن سلمة ومصنف وكيع ومصنف عبد الرزاق ومصنفان ابن ابي شيبة والسسنن كسنن عبد الملك بن جرجير وسنن سعيد بن المنصور والسنن الاربعة
قال الذهبي عن الامام ابن مبارك : وحديثه حجة بالاجماع وهو في المسانيد والاصول (سير اعلام البلاء جـ8 صفحة 380) وعن نعيم ابن حماد بذكر ابن المبارك يقول : ما رايت ابن المبارك يقول حدثنا كان يرى اخبرنا اوسع وكان لايرد على احد حرفا اذا قرا
توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه
إن كتاب المسند قد تحقق صواب نسبته إلى مؤلفه من خلال عوامل عدة منها: 1- نقل الكتاب عن ابن المبارك بالسند المتصل بينه وبين ناسخ الكتاب، وهو سند قوي معتبر. 2- وكذلك أثبت على ديباجة المخطوط في أجزائه الثلاثة عدة سماعات لأكابر الحفاظ. 3- وذكر الذهبي (سير النبلاء) في ترجمة ابن المبارك مصنفاته وذكر منها هذا الكتاب, كما ذكره ابن النديم (الفهرست) . 4- أخرج عدد من الحفاظ الكثير من أحاديث الكتاب في كتبهم من طريق المؤلف.
وصف الكتاب ومنهجه
على الرغم من أن إطلاق كلمة المسند يستفاد منه أن الكتاب مرتب على أسماء الصحابة، لكن كتاب ابن المبارك قد أتى ترتيبه على الأبواب، ومن ثم نجد ابن النديم يذكره باسم «السنن الواردة في الفقه» ولكن الذهبي ذكره باسم المسند، ويبدو أن هذا الأخير هو الأصوب؛ إذ أن التسامح في هذا الإطلاق قد وقع في أكثر من كتاب من كتب المتقدمين من أشهرها مسند الدارمي مثلا, والذي أتى ترتيبه على الأبواب كذلك, ومع هذا عرف بمسند الدارمي . ومهما يكن من أمر فإن كتاب ابن المبارك وإن قلت في أثنائه العناوين إلا أنه روعي فيه الترتيب الموضوعي الجيد الذي يسر للمحقق أن يصنع فهرسًا لموضوعات الكتاب مع أنه لم يضف العناوين في ثنايا الكتاب. وقد ابتدأ المؤلف كتابه بالأحاديث المتعلقة بالأدب والبر والصلة، ثم أحاديث العلم ,.. وهكذا, ثم ختم الكتاب بباب الفتن. وبلغت أحاديث الكتاب (272) حديثًا ، الكثير منها قوي الإسناد، وهذا يظهر ما للمؤلف رحمه الله من العناية بانتقاء أحاديثه كيف لا وهو الذي كان يقول «في صحيح الحديث شغل عن سقيمه» نقل ذلك عنه غير واحد، منهم الذهبي (سير النبلاء).