مقاصد الشريعة عند الامام الشافعي | احمد وفاق بن مختار

إن علم المقاصد من العلوم العَلِيَّة وأرفعها منارا، وأولى العلوم الشرعية عن آخرها، وأعلاها منزلة وأعظمها مقدارا، فهو علم أسرار الدين للباحث عن حكم الأحكام وأسرار خواص الأعمال، إذ به يصير الإنسان على بصيرة فيما جاء به الشرع. وقد جاءت تلك الدراسة التأصيلية والتطبيقية؛ لتقودنا إلى تبين مراعاة الإمام الشافعي لمقاصد الشريعة أصولا وفروعا.. فهو الذي جدَّد قرنه، وأتقن الفقه وأبدع القواعد، وبين مهمات الشرع وأسس المقاصد، فطابت منه المصادر والموارد، وعذبت مناهله للصادر والوارد. فهو أول من استعمل مصطلح ” مقاصد الشريعة “، وعبَّر عنها بكليات الشرع ومصالحها العامة، وقدَّم المقاصد الضرورية الكلية على القياس الجلي في ترتيب الأدلة.وله فضل كبير في تقسيم المصالح إلى الضروريات والحاجيات والتحسينيات، وتنبَّه للضروريات الخمس وأشار إليها جملة وتفصيلا. كما أنه أول من أصل مفهوم الإجماع بمدلوله الاصطلاحي المعروف اليوم، وضبط قواعد القياس، وبين أسسه. وذلك مما يدل على تأسيس الإمام الشافعي لمقاصد الشريعة وتأصيله للاجتهاد المقاصدي، والتي تحتاج إلى مزيد من الدراسة والاستكشاف. وليس على الله بمستنكر أن يجمع العلم في واحد!!