نثل الهميان في معيار الميزان | برهان بن محمد الحلبي
يمثل هذا الكتاب ” نثل الهميان في معيار الميزان ” أحد أعمال المجموعة الثانية التي تندرج تحت مشروع أطلق عليه إسم ” مشروع سلسلة أعمال حديثية تنشر لأول مرة ” ، والهدف إخراج كنوز التراث التي لا تزال قابعة في عالم المخطوطات التي غطاها غبار الزمان إلى النور ، والكشف عن مكنونها وخباها ، وافراحها إلى عالم ” المطبوع ليعم الإنتفاع بها بين أهل العلم وطلابه وأعمال هذه المجموعة الثانية ضمت ما يلي : 1- تجريد الوافي بالوفيات للحافظ إبن حجر ( 7 مجلدات ) 2- ترتيب ثقات ابن حيان ” للهيثمي ( 10 مجلدات ) 3- ” الكمال في أسماء الرجال ” للمقدسي ( 10 مجلدات ) 4- ” تجريد لسان الميزان ” ، وهو الكتاب الذي بين يدي القارىء ، وكلها صادرة من مركز النعمان . وإلى هذا فإن هذا الكتاب ” نثل الهميان في معيار الميزان ” هو من تأليف سبط إبن العجمي وهو برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الحلبي الشافعي ” المعروف بسبط إبن العجمي ، يكنى بأبي الوفاء إبن إسحق . ولد سبط إبن العجمي في الثاني والعشرين من شهور رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ، بالجلوم ، وهي مجلة من أحياء حلب . وقد نشأ يتيماً حيث توفي والده وهو صغير ، وتحوّلت به إمه إلى دمشق ، وهناك بدأ في حفظ القرآن ، فحفظ أجزاء منه ، ثم عادت به أمه إلى حلب فأكمل حفظ القرآن ، ثم اعتنى بالقراءات وتلقاها على عددٍ من شيوخ حلب . وبدأ سبط إبن العجمي في تلقي الحديث الشريف في حدود سنة تسع وستين وعمره ستة عشر عاماً ، وعُنِيَ بالحديث حتى برع فيه ، ولازم الحافظ العراقي نحو عشر سنين . وبعد أن أخذ العلم عن شيوخ بلدته انطلق في رحلاته العلمية للتلقي عن أهل العلم فيها ، فرحل إلى حماة ، وحمص ، وبعلبك ، ودمشق ، والقدس … . كما تلقى العلم على ثلّة من أشهر علماء العصر ، بل وكل العصور ، فأخذ عن حافظ عصره : البُلقيني ، والعراقي ، والهيثمي ، وإبن الملقّن . وقد صنّف له تلميذه النجم إبن فهد معجماً جمع فيه شيوخه بالسماع والإجازة ، وسماه ” موارد الطالب بمرويات سبط إبن العجمي” . وتخرج عليه عدد من أشهر الحفاظ على رأسهم الحافظ إبن حجر العسقلاني ، والنجم إبن فهد ، والبقاعي ، كثرت كلمات الثناء في شأن السبط إبن العجمي ، ووضعه المحبّ إبن الشحنة ، الإمام ، الحافظ ، العلاّمة ، الرحلة ، الحجّة ، الثقة . وقال عنه تقي الدين إبن فهد : هو شيخ البلاد الحلبية ، والمشار إليه بلا نزاع ، وبقية حفاظ الإسلام بالإجماع . عرف ابن العجمي بالتديّن والصدق ، والعفّة ، والتواضع ، وكثرة النصح ، وحسن الخلق لمن عاشره أو جالسه ، وقد انشغل إبن العجمي بنشر العلم والتدريس ، فدرّس في المدرسة الشرفية وجامع منكلي بغا وغير ذلك ، وقرأ عليه تلامذته عشرات الكتب وتوجهت عنايته إلى التصنيف والتأليف ، حتى اشتهر بذلك ، وكانت له غاية خاصة بالتصنيف في علوم الحديث ، وهذا الكتاب ” نثل الهميان في معيار الميزان ” كتاب مهم في بابه . توفي سبط إبن العجمي سنة 841 ه في حلب ، وكانت جنازته مشهورة . وقد ترجم لـ عدد كبير من المصنفين . وبالعودة ، فقد تكلم سبط إبن العجمي في مقدمة كتابه بشيء من التفصيل عن بواعث تصنيفه له . وعن منهجه الذي رسمه لنفسه في عمله 10- فقد نبه على أن اختيار كتاب ميزان الإعتدال للذهبي للتعليق والتحشية ، والإضافة عليه ، لعلوّ منزلة هذا الكتاب ، فهو أجمع ما صنّف في بابه ، مع الإختصار الحسن يقول المصنف 1- فلما وقعت على كتاب ” ميزان الإعتدال في نقد الرجال ” للإمام المقرىء مؤرخ الإسلام أحمد بن عثمان بن قايماز إبن الذهبي ، فوجدته أجمع كتاب وقف عليه من الضعفاء مع الإختصار الحسن ” 2- ترجم الحافظ الذهبي لبعض من هم على شرطه من الضعفاء والمجهولين ضمن تراجم آخرين ، ولم يفردهم بالترجمة ، فرأى سبط إبن العجمي أهمية افراد هذه التراجم ، لأن الناظر في كتاب الميزان لن يجد هذه التراجم مفردة في مواضعها من الترتيب . يقول المصنف : ” لكن قد أهمل الذهبي في ” الميزان ” جماعة ضعفاء ومجهولين ، قد ذكرهم هو نفسه في تراجم آخرين ولم يذكرهم في أماكنهم في هذا المؤلف ، فذكرتهم في أماكنهم مرتبين على ترتيب المؤلف ” . وهذا باب نافع من التصنيف تنبه له سبط إبن العجمي ، خاصة وأن كثيراً من التراجم الضمنية في كتب الرجال قد لا تجدها مفردة في موضع آخر ، فإفرادها من الأهمية بمكان .
Reviews
There are no reviews yet.