أثر الامام مالك وموطئه على الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي | عبد الرحمن بن عمري بن عبد الله الصاعدي
وكان من جملة ثنائهم: ثناؤهم عليه في مكانة كتابه العظيم «الموطأ», فقد اعتبره جمع من أهل العلم في أعلى درجات الصحة, وقدموه في هذا على كتب أهل عصره, بل قدموه حتى على صحيح البخاري ومسلم. ومن جملة بيانهم لمكانة الموطأ أنهم ذكروا َّ أن له ً أثرا كبيرا في كتب الحديث حتى قال بعضهم: « َّ إن أصحاب الكتب الستة والحاكم في المستدرك بذلوا وسعهم في وصل مراسيل مالك ورفع موقوفاته, فكانت هذه الكتب شروحا للموطأ ومتممات له, ولا يوجد فيه موقوف صحابي أو أثر تابعي إلا وله مأخذ من الكتاب والسنة».
ولقد قام هذا البحث عن تمحيص هذه العبارة, وبيان هل تأثر بها البخاري ومسلم في صحيحهما, وأبو دواد والترمذي في سننهما, ُ وسميت هذا البحث «أثر الأمام مالك وموطئه في صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي دواد والترمذي». ُ وقسمت البحث إلى: التمهيد, وفيه: تعريف موجز بالإمام مالك ويشتمل على: اسمه ونسبه, طلبه للعلم, أشهر شيوخه وتلامذته, مكانته ومكانة كتابه «الموطأ» بإيجاز, وفصلين: الفصل الأول: أثر«الموطأ» العام في أصحاب الكتب الستة, والفصل الثاني: أثر«الموطأ» الخاصفي الصناعة الإسنادية والفقهية. َّن للباحث أن موطأ الإمام مالك بحر ضخم أودع فيه الإمام مالك ولقد تبي كثيرا من العلوم والمعارف والفوائد, وكل من جاء بعده من أهل العلم اغترف منه بحسب ما ظهرله. وتبين للباحث عظم تأثر من تقدمت الإشارة إليهم من أهل العلم بالإمام مالك وبموطئه, ولم يسعف الوقت الباحث لتتبع هؤلاء في كل شيء, ولا تتبع غيرهم ممن ُذكر عنهم تأثرهم بالإمام مالك;لأن هذه البحوث تقوم على الإيجاز والاختصار, ولكن كما قبل: حسبك من القلادةما أحاط بالجيد.
Reviews
There are no reviews yet.