التعليقات الذهبية على الروضة الندية | محمد بن صديق بن حسن القنوجي

إنه كتاب يشرح المسائل الفقهية التي صح دليلها واتضح سبيلها تاركاً ما كان منها من محض الرأي ، وهو مختصر من الكتب القديمة . واتبع فيه لمؤلف أسلوباً سهلاً لكل طلاب العلم فقسمه إلى أبواب ويندرج تحت كل باب فصول متعددة وفق المواضيع الفقهية .

 قال عليه الصلاة والسلام لابن عباس: [اللهم فقهه في الدين]، أي علمه دينك ؛ فالفقه يدخل فيه من الناحية الشرعية العلم بالعقيدة، والعلم والفقه المعروف عند الفقهاء، والعلم والأخلاق والآداب، العلم بكل ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛في الفقه في الشرع بمعنى فهم دين الله – تبارك وتعالى-. وأما الفقه عند الأصوليين: فهو معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيليةعلى ذلك فالفقيه عند الأصوليين هو من كانت له ملكة الاستنباط، هذا يسمى فقيهاً عند الأصوليين. أما عند الفقهاء فالفقه أعم عندهم؛ هو معرفة الأحكام الشرعية العملية بالأدلة، سواء كانت بالاستنباط أو بالضرورة، كلها تسمى عند الفقهاء فقهاً، فالفقه عند الفقهاء أعم من الفقه عند الأصوليينالشوكاني: هو أبو عبد الله محمد بن علي الشوكاني ثم الصنعاني، من علماء اليمن. ولد سنة 1172 هـ، ومات سنة 1250هـ.  وهو من فقهاء المحدثين، ومن العلماء المتأخرين. له عدة مؤلفات من أشهرها نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، كتاب جمع صاحبه أحاديث الأحكام، وشرحه الشوكاني – رحمه الله-. ومن كتبه المشهورة أيضاً هذا الكتاب الذي بين أيدينا وهو الدرر البهية، وله عليه شرح سماه الدراري المضيئة. الدرر البهية هذا، كتاب مختصر في الفقه، جمع فيه مؤلفه الكثير من الأبواب الفقهية، التي صحت أدلتها من الكتاب والسنة، وهو كتاب نفيس نافع – إن شاء الله تبارك وتعالى – ومناسب لطالب العلم المبتدئ في هذا الفن. وكلمة الدرر: هي جمع درة، وهي اللؤلؤة العظيمة الجميلة. والبهية: من البهاء؛ الحسن والجمال.  لقد امتاز الكتاب باثبات القول الراجح من مجموع الاقوال المتعارضة مع الدليل. وعرض المسائل الفقهية عرضا ميسورا بعبارات جلية كما ضرب صفحا عن الاقوال المرجوحة