اللآلئ المنثورة في الاحاديث المشهورة | محمد بن عبد الله بهادر الزركشي
لكتاب الإمام “بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي” التذكرة في الأحاديث المشتهرة قيمة تاريخية كبرى، إذ هو أول كتاب ألف في الأحاديث المشتهرة على الألسنة. وهذه المجموعة من الأحاديث وتحقيق القول فيها أصبحت فناً قائماً بذاته، وهو الأحاديث المشتهرة على الألسنة. وقد ألف فيه أئمة كبار كتباً عدة. وهذه الأحاديث متفاوتة الدرجة فمنها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، ومن هنا تبدو أهمية هذه الكتب في التحذير من قبول كل ما يشاع من الأحاديث.
صدر الزركشي كتابه بمقدمة نفسية، ذكر فيها أن تبيين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوام وكثير من الفقهاء من الأمور المهمة جداً، وذلك لأن كثيراً منها مكذوب مختلف لا أصل له. كما وبين المصنف أن هذا النهج في البحث والتثبت من صحة الحديث نهج سلكه سلف هذه الأمة من الصحابة والأئمة المقتدى بهم. ثم كتب فضلاً أورد فيه أقوالاً لبعض العلماء ينبهون إلى بضعة أحاديث شائعة على الألسنة تروي على أنها من كلامه (صلى الله عليه وسلم) وهي لا أصل لها.
أما أبواب الكتاب فرتبها وفقاً لما يلي: الباب الأول: تحدث فيه عما اشتهر على ألسنتهم من أحاديث الأحكام وفيه أورد 31 حديثاً. الباب الثاني: خصصه للحكم والآداب وجمع فيه 61 حديثاً. الباب الثالث: أفرده للزهد مورداً فيه 31 حديثاً. الباب الرابع: ضمنه 81 حديثاً من الطب والمنافع. الباب الخامس: جمع فيه 52 حديثاً في الفضائل. أما الباب السادس فأفرده للأحاديث المتعلقة بالأدعية والأذكار وعددها ثلاثة أحاديث. الباب السابع: خصصه لأحاديث القصص والأخبار وعددها 14 حديثاً. أما الباب الثامن فضمنه 9 أحاديث جاءت في الفتن في حين جمع في الباب التاسع والأخير 7 أحاديث في أمور منثورة. هذا وقد التزم بترقيم أحاديث كل باب إلا الباب الأخير فلم يذكر له ترقيماً. ويتبين بالتالي أن عدد أحاديث الكتاب 234 حديثاً. وألحق أن هذا العدد هو عدد أحاديث الترجمة، أما الأحاديث التي ذكرها المصنف فهي أكثر من ذلك، لأنه قد يذكر عدداً من الأحاديث خلال كلامه عن حديث الترجمة.
ولأهميته أعني فيه المحقق ووضع له عنواناً جديداً وهو “اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة”، أما عمله في التحقيق فتجلى في: أولاً: حقق نص الكتاب على مخطوطتين محفوظتين في دار الكتب المصرية. ثانياً: قابل نص الكتاب على الأصول التي تبحث في هذا الموضوع، أو على المصادر التي نقل المؤلف منها، فاستدرك السقط، وقوم التصحيف الطارئ على نص الكتاب، وأشار إلى ذلك. ثالثاً: نبه على بعض الأوهام التي ندت من المؤلف. رابعاً: خرج الأحاديث التي وردت في الكتاب، ودلل على مواضعها من كتب السنة المطبوعة. خامساً: عرف ببعض الأعلام الذين ليسوا من المشهورين. سادساً: حكم على كل حديث في مطلع تعليقه عليه بكلمة واحدة. سابعاً: صنع فهارس عديدة للكتاب وهي: فهرس للآيات، فهرس للأحاديث والآثار، فهرس الكتب الواردة في متن الكتاب، فهرس للأعلام، فهرس المواضع والطوائف والقبائل، فهرس الأبيات.
Reviews
There are no reviews yet.