تبصرة الأدلة في أصول الدين على طريقة الإمام أبي منصور الماتريدي | أبي المعين ميمون بن محمد النسفي
تبصرة الأدلة في أصول الدين: وهو من أهم كتبه الكلامية وأكبرها حجما وأكثرها توسعا وأشهرها بين علماء الكلام، حتى أصبح يطلق على أبي المعين صاحب التبصرة، بل إن كتاب التبصرة يعد أهم مرجع في معرفة عقيدة الماتريدية بعد كتاب التوحيد للماتريدي، بل هو أوسعها وأشملها على الإطلاق، وهو عبارة عن عرض لعقائد الماتريدية، ورد على مخالفيهم، وخصوصا المعتزلة. والذي يوضح أهميته ما قاله صاحب كتاب كشف الظنون: «تبصرة الأدلة في الكلام مجلد ضخم للشيخ الإمام أبي المعين ميمون بن محمد النسفي المتوفى سنة ثمان وخمسمائة. أوله: (أحمد الله تعالى على مننه… الخ). جمع فيه ما جل من الدلائل في المسائل الاعتقادية، وبين ما كان عليه مشايخ أهل السنة، وأبطل مذاهب خصومهم، معرضا عن الاشتغال بإيراد ما دق من الدلائل، سالكا طريقة التوسط في العبارة، بين الإطناب والإشارة، فجاء كتابا مفيدا إلى الغاية، ومن نظر فيه علم أن متن العقائد لعمر النسفي، كالفهرس لهذا الكتاب.»
وترجع أهمية هذا الكتاب لأمور كثيرة، منها:
أن كتب علم الكلام تشير إلى أهميته كمرجع رئيسي من مراجع الماتريدية، وعلى سبيل المثال انظر شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني وشرح العقائد النسفية له أيضا، والمسايرة للكمال بن الهمام، والمسامرة شرح المسايرة للكمال بن أبي شريف، وإشارات المرام لكمال الدين البياضي، والروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية لأبي عذبة، ونظم الفرائد وجمع الفوائد لعبد الرحيم بن علي الشهير بشيخ زاده.
أيضا لا نجد أحدا ممن كتب رسائل ماجستير أو دكتوراه أو قدم بحوثا للترقية تتناول مقارنات بين الأشاعرة والماتريدية إلا وكان المصدر الرئيسي عنده تبصرة الأدلة.
يوضح الكتاب بصدق وعمق وموضوعية كل ما يتصل بالمذهب الماتريدي، وأيضا ما يتصل بالمذهب الأشعري، والمذاهب الاعتزالية لكثرة المقارنات الجادة فيه.
تبصرة الأدلة في علم الكلام أشبه بالموسوعات حيث يشتمل على جل مسائل علم الكلام مبتدئا بالعلم والمعارف، فقضايا الإلهيات والنبوات والسمعيات، ومنتهيا بقضايا الإمامة، عارضا ومناقشا ومحللا ومدللا. ولقد اضطر البحث العميق أبا المعين النسفي إلى إدخال مباحث نحوية وفقهية وأصولية ومنطقية ليدعم بها كلامه.
مع العمق والاستفاضة في تناول النسفي للمسائل الكلامية في كتابه التبصرة، إلا أن القارئ سيلاحظ سهولة الأسلوب في الغالب، ووضوح العرض، وقوة الأدلة العقلية والنقلية، بحيث لا يضطر إلى الوقوف طويلا كما يحدث مثلا في أثناء قراءة شرح المواقف للسيد الشريف الجرجاني، والمقاصد وشرحه لسعد الدين التفتازاني.
Reviews
There are no reviews yet.