تحقيق المناط عند أصحاب النبي ﷺ تاسيس وتنزيل ويليه الاجتهاد في النوازل عند اصحاب النبي ﷺ تأصيل وتفعيل | سليمان بن محمد بن عبد الله النجران
ان تحقيق المناط اصل مصلحة الشريعة كلها اذ لاقيمة للشريعة حتى يتم تحقيق احكامها في مكلفيها تحقيقا يقوم على فهمها حسب مقاصدها دون غلو ولا جفاء . لتظهر ةتسمو المصالح وتندفع المفاسد فتحقيق المناط تسعة اعشار النظر الفقهي كما يقول الغزالي ونصف الاجتهاد كما يقرره الشاطبي
إن ثبوت الحكم الشرعي من مأخذه مؤذن بالسير به نحو تنـزيله على مناطاته بالتحقيق؛ لأن الشريعة لم تنص على حكم كل جزئية على حدتها، بل أتت في الغالب بقواعد كلية وعبارات مطلقة متناولة داخلها أعدادا غير منحصرة من الجزئيات والوقائع المتمايزة والمتشابهة في نفس الوقت، وما على المجتهد إلا أن يبذل وسعه في تنزيل هـذه المطلقات والعمومات الحكمية على الأفعال والأحداث، التي لا تقع مطلقات بل معينة زمانا ومكانا وشخصا.
ولا يكون الحكم منـزلا عليها إلا إذا عرف أن هـذا الحكم التكليفي سمته التجريد والعموم قبل مرحلة تطبيقه وتحقيق مناطه في الجزئيات، وعلى المجتهد تنزيله على متعلقه على مستوى الأنواع والعينات المشخصة؛ لتحقيق المساواة المطلوبة بين الحكم التكليفي في تجريده وعموميته وبين الحكم التطبيقي في الواقع المتعلق به، ويتم ذلك على مرتبتين هـما: 1 – تحقيق المناط العام في الأنواع. 2 – تحقيق المناط الخاص في إطار الأفراد. أولا: تحقيق المناط العام في الأنواع
إن الحكم التكليفي -كما سبق الإشارة، متسم بالتجريد والعموم، وعمومه يكون مسوقا إلى الوقائع في أجناسها، فهو غيـر محدد بزمـان أو مكان أو شخص معين، بل يشمل عموم المحكوم فيه والمحكوم عليه على سبيل الاستغراق، وأما تجريده فلوقوعه في الذهن متعقلا من مآخذه الشرعية دون تعلق بالوقائع الجزئية.
Reviews
There are no reviews yet.