جزيل المواهب في اختلاف المذاهب | جلال الدين السيوطي
إن حكمة الله الخالدة قضت بوجود الخلاف بين الناس منذ خلقوا، وأن يستمر بينهم هذا الخلاف إلى قيام الساعة، فقد اختلف ابنا آدم عليه السلام، واستمر الخلاف في ذريته، وامتد الخلاف إلى عصر الصحابة رضوان الله عليهم، حيث اختلفوا والرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم: اختلفوا في أسرى بدر، واختلفوا في تطبيق أمر النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يصلين العصر إلاَّ في بني قريظة”؛ واختلفوا بعد موته صلى الله عليه وسلم، وكان خلافهم في كثير من المسائل الفقهية.
رغم الآثار السلبية للإختلاف بين الفقهاء، إلاَّ أنه كان لها الكثير من الآثار الإيجابية، فقد أدى ذلك إلى النهوض بحركة الفقه الإسلامي وتوسع آفاقها، ولولا ذلك ما كنا رأينا هذه المكتبة الضخمة، على مر التاريخ الإسلامي؛ وقد أُلِّف في موضوع الخلاف عشرات من الكتب تبحث في أصوله وأسبابه والمسائل التي اختلف فيها العلماء، ومن هذه الكتب المؤلفة في هذا الفن كتاب “جزيل المواهب في إختلاف المذاهب” للإمام “أبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر”، “السيوطي”، وهو رسالة مختصرة بيَّن فيها أن الخلاف بين المذاهب أمر طبيعي أراده الله سبحانه، وأن الأمة لم يزل يخالف بعضها بعضاً.
ولأهمية هذا الكتاب اعتنى في تحقيقه إبراهيم عبد المجيد، وقد اعتمد على ثلاث نسخ مخطوطة، وعمل فيها على تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص المنقولة، والترجمة لبعض الأعلام، والتعليق على بعض المسائل، كما قام بترجمة مختصرة للإمام “السيوطي”.
Reviews
There are no reviews yet.