حواشي كتاب سيبويه
فيها حواشي كثير من العلماء منهم: الأخفش الأوسط ، وأبو إسحاق الزجاج، وأبو عمر الجرمي، وأبو بكر بن السراج، وأبو عثمان المازني والأخفش الأصغر ، وابو العباس المبرد، وابو جعفر النحاس ، القاضي اسماعيل ابن اسحاق، ابو علي الفارسي ، ابو العباس ثعلب وابو علي الغساني
من الثابت حتى اليوم أنّ كتاب سيبويه “الكتاب” هو أول كتاب نحوي وصل إليها، واللافت فيه جمعه عدداً من علوم العربية فيه كالنحو والصرف، والأصوات اللغوية، وغيرها، وأغلب الظن أنه اعتمد في كتابه على مصادر سبقته، إذ من المستبعد أن يظهر كتاب ضخم ككتاب سيبريه دفعةً واحدة دون أن يكون قد سبقه كتب أخرى أقلّ منه حجماً، أو موضوعات، أو أبواباً أو تفصيلاً، أو غير ذلك. وقيل “إنه كتاب عيسى بن عمر المسمى بـ “الجامع”، وبسطه، وحشّى عليه من كلام الخليل وغيره، وإنه كان كتاب الذي اشتغل به، فلمّا استكمل بالبحث والتحشية، نسب إليه.
ومهما يكن من أمر أصل الكتاب فإن فيه نقلاً عن علماء كثيرين ، منهم الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي حفل الكتاب بأقواله وآرائه، فعندما ترد عبارة “سألته”، أو “قال” أو “أنشدنا”، فإنما يعني الخليل، ومنهم يوسف بن حبيب البصري، وأبو الخطاب الأخفش، وعيسى ابن عمرن وأبو عمرو بن العلاء، وعبد الله بن أبي إسحاق، والأصمعي، وأبو زيد.
والكتاب ليس فيه خطبة ولا خاتمة، وقد اتسم بما يلي: أولاً: الاستشهاد بالقرآن الكريم، وهو دون شك القمة في الفصاحة والبلاغة، ثانياً: عدم الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف إلا قليلاً ولعل ذلك يعود إلى أن بعض الأحاديث ثقلت بمعناها لا بلفظها، ولهذا السبب لم يستشهد به بعض النحاة، والدراسات اللغوية أثبتت صحة الاستشهاد به، ثالثاً: الاستشهاد بأشعار شعراء عصر الاحتجاج، وهي نحو ألف شاهد والاستشهاد أيضاً بأمثال العرب، وكلام العرب الفصحاء. خامساً: إيجاز العبارة وغموضها بحيث يحتاج القارئ في أحيان كثيرة غلى أن يقف عندها طويلاً ليعرف المعنى الذي يريده سيبويه.
سادساً: افتقاده غلى الترتيب المنظم في الأبواب فقد بدأه بباب علم الكلام من العربية، ثم باب مجازي الكلام من العربية، فباب المسند والمسند إليه، فباب اللفظ للمعاني، فباب ما يكون في اللفظ من الأعراض فباب الاستقامة من الكلام والإحالة، فباب ما يحتمل الشعر، فباب الفاعل الذي يتعده فعله إلى مفعول، والمفعول الذي لم يتعد إليه فعل الفاعل، ولم يتعدّه فعله إلى مفعول آخر… سابعاً: عرض القاعدة وأمثلتها ممزوجة بالتعليلات وبيان وجه القياس مع عرض الآراء المختلفة في موضوع بحثه، وتفضيل بعضها على بعض، وافتراض فروض يضع، لها أحكامها في بعض الأحيان.
وكتابه الذي بين يدينا صنفه في النحو، وهو لم يصنف مثله ولا قبله ولا بعده، والكتاب كما ستراه ليس له مقدمة ولا خاتمة، وكان على نية العودة إليه، لأنه كان لديه منه بقية، ولا يزال في نفسه شيء، ويؤيد ذلك أنه ما سماه، وما قرأه على أحد، ولم يقرأه عليه أحد، وأن يونس وهو من شيوخه لم يعلم نبأ الكتاب ولا بعد وفاته، واتفق العلماء بعد وفاته أن يسمّوا هذه الأوراق بالكتاب فقط، ولا يصفونه بصفة، ولا يخصصونه بإضافة، ورضي البعض منهم هذه التسمية، ووافقوا عليها. وصار (الكتاب) علماً لكتاب سيبويه، فكان يقال قرأ فلان الكتاب فيعلم أنه كتاب سيبويه، وقرا نصف الكتاب فلا يشك أنه كتاب سيبويه، وكان هذا الكتاب يهدى إلى الملوك والوزراء كأحسن هدية في عهد العباسيين.
Reviews
There are no reviews yet.