شرح المقصورة الدريدية | عبد القادر بن محمد المبارك
هذا الكتاب هو شرح من شروح مقصورة ابن دريد وما اكثرها هذا المقصورة التي جمع فيها مصنفها الاسماء المقصورة على صورة ضرب من الكلام الموزون . وتدبدو اهمية شرح المقصورة الدريدية للشيخ المبارك في انه يعطي صورة صادقة عن الثقافة في عصر المؤلف : حيث اهتم مثقف ذاك العصر بنبش مفردات اللغة العربية واظهارها للناس وحثهم على استخدامها في الكتابة والنطق . واهمية هذا الشرح تكمن في طول نفس الشارح اذ يحيط بلغة كل كلمة في المقصورة ولا يكتفي بالكلام على الاسم المقصور في البيت ولم يخل هذا الشرح من تنبيه على اعراب بعض كلمات المقصورة تتميما للفائدة
مقصورة ابن دريدهي قصيدةٌ للشاعر ابن دريد يمدحُ بها ابنَي ميكال، ويصفُ مسيرَه إلى فارس ويتشوق إلى البصرة وإخوانِه بها، وحظيت بشهرة واسعة بين الأدباء والمثقفين، واقترنت شهرتُها بابن دريد، كما اقترنت شهرتُه بها، حتى صار لا يُذكَر أحدُهما إلا ورد الآخرُ على الخاطر.
بنيت المفصورة على بحر الرجز وجعل حرفَ الرويِّ فيها ألفاً مقصورةً، وضمَّنَها كثيراً من الأمثالِ السائرةِ والأخبار النادرة والحكم البالغةِ، والمواعظ الإنسانية واستخدم فيها نحو ثلثَ الأسماء العربية المقصورة. يقول المسعودي: “وشعرُه أكثر من أن نحصيَه، فمن جيد شعره قصيدتُه المقصورة التي مدح بها الشاه ابنَ ميكال، ويقال: إنه قد أحاطَ فيها بأكثر المقصور”.
يبدؤها بمقدمة غزلية، يقول:
يا ظَبيَةً أَشبَه شَيءٍ بِالمَها | تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجارِ النَقا |
ثم ينتقل إلى تصوير قسوة الدهر وشدته وهو المعروف بالتجلد والصبر، ثم يصف الخيل والسيف والإبل والسحاب والمطر والمفاوز والجبال والليل والنهار.
مواضيعها
أهم المواضيع التي تضمنتها المقصورة:
الفخر: حيث يفخر ابن دريد بصبره وصموده وشجاعته وخبرته وقوة عزيمته، يقول:
لا تَحسبَن يا دَهرُ أَنّي جــازِ | لِنَكبَةٍ تُعرِقُني عرقَ المُدى |
مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِن | جَوانِبِ الجَوِّ عَلَيهِ ما شَكا |
المدح: وهو الغرض الأساسي للمقصورة، فقد مدح ابني ميكال، ومدح العراق وأهله ومدح بقايا الناس الطيبين، يقول:
حاشا الأَميرَينِ الَّلذينِ أَوفَدا | عَلَيَّ ظِلّاً مِن نَعيمٍ قَد ضَفا |
هُما اللَذانِ أَثبَتا لي أَمــلاً | قَد وَقَفَ اليَأسُ بِهِ عَلى شَفا |
الغزل، حيث قال:
وَلاعَبَتني غادَةٌ وَهنــانَةٌ | تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنى |
تَفري بِسَيفِ لَحظِها إِن نَظَرَت | نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثناءَ الحَشا |
في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى النـ | نسرينِ بِالأَلحاظِ مِنها يُجتَنى |
لَو ناجَتِ الأَعصَمَ لاِنحَطَّ لَها | طَوعَ القِيادِ مِن شَماريخِ الذُرى |
أَو صابَتِ القانِتَ في مُخلَولِقٍ | مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقى |
ألهاهُ عَن تَسبيحِهِ وَدينِهِ | تَأنيسُها حَتّى تَراهُ قَد صَبا |
الحكمة والأمثال، يقول:
فَإِن أَمُت فَقَد تَناهَت لَذَّتي | وَكُلُّ شَيءٍ بَلَغَ الحَدَّ اِنتَهى |
وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِماً | بمااِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما انسرى |
الرحلة، يقول:
وَفِتيَةٍ سامَرَهُم طَيفُ الكَرى | فَسامَروا النَومَ وَهُم غيدُ الطُلى |
وَاللَيلُ مُلقٍ بِالمَوامي بَركَهُ | وَالعيسُ يَنبُثنَ أَفاحيصَ القَطا |
Reviews
There are no reviews yet.