شيخ الاسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه | عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي

شيخ الاسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه | عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي

لقد كانت السنة النبوية المشرفة وفقه السلف الصالح هي الحصن الحصين للامة الاسلامية من كل ما واجهت من فتن وابتلاءات. وقد حاول شرذمة قليلة من اهل الاهواء والبدع الذين كانوا يحاولون تدمير جميع اصلاحات المحدثين وجهودهم. فظهرت كتب الرجال المتنوعة وبدات اقوال نقاد الحديث تاخذ صبغة المصطلح الذي اصطلح عليه اهل العلم في كثير من اصول الدراية وقوانين الرواية التي جمعها ودونها وهذبها اهل العلم المتاخرين باسم مصطلح الحديث. وكلما مر الزمن بدا المشتغلون بعلم الحديث كغيرهم يخضعون للمذاهب الكلامية والفقهية والصوفية بل صار بعضهم من انصارها ومؤيدوها فكثرة الاحاديث الضعيفة والموضوعة في كتب التفسير والحديث والفقه والتصوف والعقيدة والكلام وكثر الاعتماد عليها في العقائد والاعمال ونتج عن هذا فشو البدع والتاويل والجهل بمذاهب المحدثين وبالاحاديث الصحيحة.

وبدا شيخ الاسلام يحس قبل ان يبلغ الحلم ما عليه الامة الاسلامية في فساد في ابواب العقيدة والفقه والسلوك وفي مجال الاجتماع والسياسة ففتح الله قلبه من صغر سنه للتفقه في الدين حسب المنهج السلفي الدقيق وتضلع من علوم المعقول والمنقول وهو دون العشرين ودرس داء المسلمين وهو وقوعهم في فتنة تاويل نصوص الكتاب والسنة متاثرين بالفلسفة والكلام والمنطق والتصوف ودرس احوال الفرق الضالة والمبتدعة. وبرع في الحديث وحفظه وفي عزوه الى مصادره ورواته فقل من يحفظ الحديث معزوا الى اصوله وصحابته وبرع في علل الحديث وفقهه. كما شرح الاحاديث النبوية على طريق المحدثين القدامى من غير تعصب لراي او قول. وقد انتهج الى سبيل شرح الاحاديث منهج المحدثين الى يوجه الانتقاد الصريح الى جملة كبيرة من اهل العلم ومولفاتهم والتنبيه على مافيها بدع ومنكرات وضعاف وموضوعات

فتكلم في تصحيح الحديث وتضعيفه كما تكلم على الرجال وقد تكرر كلامه لكثرة كتاباته في الموضوعات المختلفة في شكل ردود واجابات وفتاوي. وقد نبه على اخطاء الموؤلين من مفسري القران وشراح الحديث في فهم النص وتاويلها على غير مذهب السلف كما بين فساد اقوال القائلين برد الاحاديث الموهمة بانها خلاف العقل او القياس بلا حجة وبرهان