فكر التكفير قديما وحديثا وتبرئة اتباع مذهب السلف من الغلو والفكر المنحرف | عبد السلام السحيمي

فكر التكفير قديما وحديثا وتبرئة اتباع مذهب السلف من الغلو والفكر المنحرف | عبد السلام بن سالم بن رجاء السحيمي

ان من ابواب الدين التي عظمت فيها الفتنة والمحنة وطاشت فيها الاحلام وكثر فيها الافتراق وتشتت فيها الاهواء والاراء: التكفير والتبديع والتفسيق. ولقد سار اهل السنة والجماعة السائرون على منهج السلف الصالح في هذا الباب على التفصيل وهو ان اهل البدع والمعاصي ليسوا على درجة واح فمنهم من هو مقطوع بتكفيره كمن اتى بقول او فعل مكفر وتمت بحقه شروط التكفير وانتفت موانعه ومنهم من لا يحكم بكفره لانتفاء ذلك في حقه. ولم يكن من منهج السلف تكفير من لا يستحق التكفير من المسلمين من اهل الكبائر. والسلف الصالح لا يكفرون احد من اهل البدع او يفسقونه الا بدليل ويحذرون اعظم التحذير من التبديع والتفسيق لاحد الا بدليل ويعدون ذلك من فعل اهل البدع. والسلف يفرقون بين التكفير او التفسيق المطلقين كالتكفير بالافعال او لبعض فرق اهل البدع على وجه الاجمال وبين تكفير المعين حتى تثبت الحجة بذلك وكل ذلك اتباعا للنصوص الشرعية التي تحذر من ذلك اشد التحذير: ومنها ما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال الرجل لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما فان كان كما قال والا رجعت عليه