مسائل الإمام أحمد برواية أبي بكر الأثرم | عبدالله بن محمد الطريقي
يضم الكتاب اكثر من الفي مسالة عن الامام احمد من رواية أبي بكر الاثرم
صدر حديثًا “مسائل الإمام أحمد رواية أبي بكر الأثرم”، جمع وتحقيق ودراسة: أ. د. “عبدالله بن محمد الطريقي”، وكيل الرئيس العام لشئون المسجد النبوي سابقًا، ووكيل الجامعة الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي سابقًا، في ستة مجلدات، طبع على نفقة المؤلف.
يضم هذا الكتاب أكثر من ألفي مسألة عن الإمام أحمد بن حنبل من رواية أبي بكر الأثرم، ونجد أن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني من العلماء الذين تبوؤوا الإمامة في الأمة، وأحد أصحاب المذاهب الأربعة المعتمدة، وقد رُزقَ الإمام أحمد تلامذة يحتذون حذوه، ويقتفون أثره، فدونوا فقهه، وجمعوا مسائله، ونشروا ذلك كله، وكان من كبار هؤلاء التلامذة الإمام “أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم”، والذي عُدَّ من المكثرين من رواية المسائل عنه، وقد تطوع أ. د. “عبدالله بن محمد الطريقي” لجمع تلك المسائل مع الدراسة والتحقيق لها؛ وذلك لقيمة هذه المسائل العلمية، وجلالة قدر راويها، والمروية عنه.
حيث قام المحقق بتوثيق تلك المسائل من مصادرها، مع دراسة المسائل الفقهية، فإذا كانت المسألة محل إجماع، أو اتفاق بيَّنَ ذلك في غضون التحقيق، مع توثيقه من كتب الإجماع ومن كتب المذاهب الفقهية، ثم يعقب ذلك بذكر الأدلة، وإن كانت المسألة محل خلاف ساق الخلاف فيها، مع تبيين منزلة رواية الأثرم في المذهب في غضون مناقشة المسألة. مع تقديم القول الراجح في كل مسألة حسب ما ظهر من المقارنة بين أقوال المذاهب الأربعة في المسألة مع بيان سبب ترجيحه. وقام المحقق بعزو الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث الواردة في مسائل الأثرم، والآثار من مصادرها الأصلية، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة من كتب اللغة أو غريب الحديث، والترجمة للأعلام الوارد ذكرهم في مسائل الأثرم.
وقام المحقق بتذييل موسوعته بفهارس لخدمة تلك المسائل تعين على الاستفادة منها. ونجد أن رواية الأثرم لمسائل الإمام أحمد بن حنبل من أَجلِّ الروايات عن الإمام أحمد، لا سيما وقد أكثر من الرواية عنه، مع ضبطه، ودقة نقله. إلى جانب موافقة غالب روايات الأثرم للمذهب، وذلك دليل على معرفته بآخر القولين الذين استقر عليهم الإمام أحمد بن حنبل في كل مسألة فقهية بعد التحقق والتوثيق، إلى جانب جودتها وحسنها ودقتها في ترتيبها حيث أصبحت مضرب المثل لغيرها من المسائل من حسن التصنيف والترتيب حتى قال الشيخ “يحيى الصرصري” في لاميته التي ذكر فيها الإمام أحمد وأصحابه:
وبالأثرمِ امتازتْ مسائلُ أحمدَ *** لناشدِها المستنبطِ المتأمّلِ
ونجد أن تلك المسائل كَثُرَ النقل منها واعتنى بها فقهاء المذاهب الأخرى كابن عبد البر في “التمهيد” و”الاستذكار” الذي نقلها بالإسناد المتصل، وكذلك ابن المنذر في “الأوسط”، وابن حجر في “فتح الباري”، وهذا دليل على فقه الراوي، وحرص ابن الأثرم على الاقتداء بالإمام أحمد – رحمه الله – والأخذ عنه وانتحال مذهبه.
وقد تيسرت محاولات لتحقيق تلك المسائل في رسائل جامعية غير منشورة تم تقسيمها على عدد من الباحثات بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك على يد كل من: مها بنت سليمان بن ناصر الشامخ، وعبير بنت علي المديفر، ونورة بنت عبد الله المطلق، وفاتن بنت محمد بن عبدالله المشرف، وكذلك صدرت مقالات تحقيقة لمجموعة من مسائل الأثرم في باب الجرح والتعديل وأخبار الرواة على يد كل من “خير الله الشريف” وأ.د. “عامر حسن صبري” وإن كانت هذه المسائل المجتزئة ربما كانت جزء من كتاب آخر هو كتاب “العلل” المنسوب للأثرم (؟)، غير أن تلك الدراسة للطريقي امتازت بأنها مطبوعة كاملة متاحة لجمهور القارئين، إلى جانب إخراج الكتاب ومقابلته على نسخه الخطية التي تبقت لنا من متن تلك المسائل، وبذلك تكون هذه المجلدات الستة هي من أبرز التحقيقات الحديثة لنسخة سؤالات الأثرم كاملًا على النحو التالي:
المجلد الأول: المسائل في باب الطهارة- الصلاة (1-311) مسألة. المجلد الثاني: المسائل في باب الصلاة – الصيام (311-650) مسألة.المجلد الثالث: المسائل في باب الصيام- البيوع (651-984) مسألة.المجلد الرابع: كتاب البيوع- كتاب الصداق (985-1299) مسألة.المجلد الخامس: كتاب العدد- مسائل العقيدة (1300-1734) مسألة.المجلد السادس: مسائل الحديث ورجاله – الفهارس (1735-2005) مسألة.
والأثرم (… – 261 هـ = … – 875 م) هو أحمد بن محمد بن هانئ الطائي، أو الكلبي، الإسكافي، أبو بكر الأثرم: من حفاظ الحديث. ولد في دولة الرشيد. وسمع من: عبد الله بن بكر السهمي، ومن هَوْذَة بن خليفة، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وأبي نعيم، وعفان، والقعنبي، وأبي الوليد الطيالسي، وعبد الله بن صالح الكاتب الليثي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وحرمي بن حفص، ومُسدَّد بن مُسَرْهَد، وموسى بن إسماعيل، وعمرو بن عون، وقالون عيسى، وعبد الحميد بن موسى المَصِّيصِيّ، ومسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل، وأبي جعفر النفيلي، وابن أبي شيبة… وغيرهم. وحدث عنه: النسائي في “سننه”، وموسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، وعلي بن أبي طاهر القزويني، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري، وأحمد بن محمد بن شاكر الزنجاني، وغيرهم. قال أبو بكر الخلال: «كان الأثرم جليل القدر، حافظًا، وكان عاصم بن علي لما قدم بغداد، طلب رجلًا يخرج له فوائد يمليها، فلم يجد في ذلك الوقت غير أبي بكر الأثرم. فكأنه لما رآه لم يقع منه موقعًا لحداثة سنه. فقال له أبو بكر: أخرج كتبك، فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ وهذا غلط، وهذا كذا. قال: فسر عاصم بن علي به، وأملى قريبًا من خمسين مجلسًا. وكان يعرف الحديث ويحفظ. فلما صحب أحمد بن حنبل ترك ذلك، وأقبل على مذهب أحمد». وعن أَبَي بكرٍ المَرُّوْذِيَّ قال: قَالَ الأَثْرَمُ: “كُنْتُ أَحْفَظُ – يَعْنِي: الفِقْه وَالاخْتِلاَف – فَلَمَّا صَحِبْت أَحْمَد بن حَنْبَلٍ تركتُ ذَلِكَ كُلَّهُ”. قال إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن. وقال ابن حبان البستي: «كان من خيار عباد الله، من أصحاب أحمد بن حنبل، ممن روى عنه المسائل». وكان ذا دُربة واسعة في الحفظ والإتقان ومعرفة الحديث، حتى قال عنه يحيى بن معين: «كان أحد أبوي الأثرم جنيًا» لسرعة فهمه وحفظه.
ومن مصنفاته:
1- «السنن» في الفقه على مذهب أحمد وشواهده من الحديث. 2- «علل الحديث ومسائل أحمد بن حنبل»، أو: «العلل ومعرفة الرجال».3- «ناسخ الحديث ومنسوخه».4- كتاب «السنة»: ذكره الكتاني في “الرسالة المستطرفة” وربما كان جزء من كتابه الأكبر “السنن”.5- كتاب «التاريخ»: ذكره ابن النديم في “الفهرست” ولعله عنوان آخر لكتاب “العلل”.وقد اختلفوا في تحديد وفاة الإمام أبي بكر الأثرم اختلافًا كبيرًا فقال الذهبي: ” لَمْ أَظفر بِوَفَاةِ الأَثْرَم، وَمَاتَ بِمَدِيْنَةِ إِسْكَاف فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ قبلهَا أَوْ بَعْدهَا”.وقال أيضًا: “أظنه مات بعد الستين ومئتين”، وترجم له في “العبر” في وفيات سنة إحدى وستين ومئتين رحمه الله.
Reviews
There are no reviews yet.