منظومة المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أن يتعلمه المسماة المقدمة الجزرية
علم التجويد من أهم العلوم الشرعية، وأشرفها لتعلقه بكلام رب البرية، وقد جعل العلماء تعلمهفرض كفاية، والعمل به فرض عين على كل مكلَّفٍ يريد قراءة آيات من القرآن الكريم. وأدنى حدٍّ لصحة التلاوة: أن تسلم من الإخلال بالمعنى؛ من اللحن في الإعراب، أو هذرمة الكلمة؛لذلك حرص الأئمة في شتى العصور على تسطير مؤلفات في التجويد: ما بين منظوم ومنثور،ومطول ومختصر.
ومن هؤلاء الأئمة: فريد عصره، ووحيد دهره، شيخ القرَّاء والمحدِّثين، وإمام أهل الأداءوالمجوِّدين، شيخ الدنيا في القراءات والتجويد، الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى. لقد تلقت الأمة تآليفه بالقبول، وامتازت مؤلفاته بالدقة والضبط والإتقان، وكتب الله لها الانتشاربين طلبة العلم والعلماء والقراء. ومن بين هذه المؤلفات الموفقة: منظومة « المقدمه فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه »وعنوانها ينبيك عن مضمونها؛ فقد حوت مع دقة لفظها وصغر حجمها جل أبحاث التجويد الهامةإن لم نقل كلها. وحفظها الصغار والكبار، ورددوها في مشرق الأرض ومغربها، وتناقلها العلماء والطلبة كابراًعن كابر، وبالإسناد إلى ناظمها رحمه الله تعالى. وها نحن نقدِّمها للقارئ الكريم مضبوطة الرِّواية والشَّكل، واضحة ميسَّرة، بخدمة طباعية متميزة؛ليجتمع جمال المنظر مع حسن المخبر. كيف لا وهي بعناية الشَّيخ المقرئ الدكتور أيمن رشدي سويد، متَّع الله بحياته في عافية حيث وفقه الله تعالى بالحصول على مصوَّرة نُسخة مخطوطة لها مقروءةٍ على النَّاظم ابن الجزريرحمه الله تعالى.
وهذا ما تميَّزت به هذه الطبعة، وفي آخرها: إجازة بخطِّ المؤلف رحمه الله تعالى، وكذلك إجازة للمحقق من شيوخه إلى الناظم. وقد أتحفنا المحقق ـ حفظه الله تعالى ـ بتتمات هامة، لا يستغني عن معرفتها طالب علم القراءة، ولم يتعرض لها الناظم رحمه الله تعالى، فذكرها إتماماً للفائدة والنفع. فدونكم هذه « المقدمة » ترفل في ثوب التحقيق، وتزهو في طبعة أنيقة بديعة تقدمها دار المنهاج لكل من أراد تصحيح قراءته، رجاء دعوة صالحة في ظهر الغيب.
Reviews
There are no reviews yet.