منهاج البيان في ما يستعمله الانسان | أبي علي يحيى بن عيسى بن جزلة البغدادي
يذكر علماء الصيدلة ومؤرخوها بمجموعة من الكتب الطبية و الصيدلانية عدوها امهات بين مؤلفات هذا العلم، لما لها من تأثير فى مسيرة تطور علم الصيدلة، كفردوس الحكمة لابن ربن، و “الحاوى” للرازى، و “القانون” لابن سينا و “الجامع” لابن البيطار، و “الشامل” لابن النفيس، و”تذكرة أولى الالباب” لداود الانطاكي. ومن هذه الكتب: “منهاج البيان فى ما يستعمله الإنسان” لابن جزلة، الذى يعد صورة واضحة لما كان حال علم الصيدلة فى القرن الخامس الهجرى، تلك الفترة التى شهدت قمة ازدهار العلم، و اكتمال ادواته، و اعتماده على التجربة و الابتكار، و الاستعانة بالكيمياء فى تركيب ادوية جديدة، و اكتشاف ادوية لم يعرفها السابقون، و انفصال الصيدلة عن الطب و إفرادها بالتأليف. و إذا كانت المؤلفات الطبية التلا سبقت المنهاج فد جمعت بين الطب و الصيدلة، و اما جاء منها صيدلانياً محضاً قد اقتصر التأليف فى بعضها على نوع من انواع الدواء كالمفردات او المركبات او الغذاء او ابدال الادوية، فإن كتاب ابن جزلة جاء جامعاً لها، فكان من اوائل الكتب التى فصلت الطب عن الصيدلة، و جمعت بين انواع الدواء والغذاء، المفرد و المركب. ومما يحسب لابن جزلة انه كان اوفر مادة، واوضح صورة، و اسهل عرضا لمعلومات كتابه؛ مما جعل الاعتماد عليه -آنذاك- امراً لا غنى عنه، و صار الكتاب مصدر للاحقين، فاعتمدوا عليه فى تأليفهم، و اثنوا عليه. لذا فتحقسق هذا الكتاب و نشره سيثرى المكتبة الصيدلانية، و سينير الطريق اما الباحثين فى تاريخ علم الصيدلة، و تطور التأليف فيه.
وقد جاء هذا العمل فى قسمين: القسم الاول خاص بالدراسة، وفيه ثلاثة فصول: الاول بعنوان: “ابن جزلة من الميلاد إلى الوفاة” و فيه ترجمت للمؤلف ترجمة وافيه تضمنت ذكر اسمه و نسبه، و مولده و نشأته، و اخلاقه، ووفاته، و ثقافته، و اساتذته، و اعماله، و تكوينه العلمى، و اخيرا مؤلفاته. و الثانى بعنوان: “منهاج البيان دراسة و نقد”، وفيه بينت محتوى الكتاب، ومنهجه، و مصادره و اثره العلمى فى من بعده، و الدراسات التى دارت حوله، و اهميته، ولمحات ابن جزلة النقدية، و ترجمات الكتاب، وما عليه من مآخذ. اما القسم الثانى فقد حققت النص فيه تحقيقاً منهجياً، معتمداً ست نسخ مخطوطة، قمت بعد دراستها باختيار اقلها تصحفياً و تحريفاً، و اثبت نصها و عارضتها على باقى النسخ، و دونت الفروق بين النسخ فى الحاشية، و علقت على النص، و عرفت بالكثير مما فيه من مداخل و مصطلحات و اعلام و بلدان. ثم ذيلت الكتاب بمجموعة من الكشافات.
Reviews
There are no reviews yet.