نظرات في أصول الفقه | عمر سليمان عبد الله الاشقر
كان هم الفقهاء منصباً على معرفة حكم الله ورسوله فيما يعرض لهم من أحكام وكانت جهودهم تجري باتجاه بلورة الأحكام وتقعيدها ووضع أصولها فكان الفقه أحد العلوم التي حرص العلماء على تحصيلها ومعرفة الأدلة التي يقوم عليها، وحصروا كل ذلك في علم أصول الفقه. وما هذا الكتاب إلا جهد حاول فيه صاحبه أن يلقي الضوء على تلك الأصول ويقربها إلى إفهام العامة وطلبة العلم وكذلك المتخصصين الذين يجدون في هذا الكتاب عوناً لهم على الإلمام بكثير من التفاصيل التي يحتاجون إليها في تصديهم لكثير من المسائل المستجدة.
ما هو مجموع في هذا الكتاب كان أصلاً بحوثاً نشرها المؤلف من قبل وقد ارتأى جمعها في هذا الكتاب النفيس. وقد جعله مباحث تنقسم إلى فصول عرض من خلالها للإجماع الأصولي، معرفاً بالإجماع لغة واصطلاحاً، كما بحث في حجية الإجماع وأهمية ومرتبته مبيناً أن رتبته التقديم على غيره من الأدلة لأنه إجماع على الأدلة القطعية الثبوت القطعية الدلالة وتطرق إلى القياس ذاكراً حجج مؤيديه ومعارضيه قبل أن يخوض في مذاهب العلماء في حجية القياس.
إذ لم يخالف أحد من العلماء في كون القياس حجة في الأمور الدنيوية،وذكر أيضاً ما يعد من القياس وما لا يعد منه وما يدخله وما لا يدخله: فالقائلون بالجواز العقلي والوقوع الشرعي، اتفقوا على أن قياس الشبه وقياس المعنى، يدخلان في القياس. كما بسط القول في الأدلة العقلية. ثم عرض لأهم الموضوعات وهو مكانة الأعراف البشرية من التشريع الإسلامي، لذا فقد قدم تعريفاً للعرف لغة واصطلاحاً كما وضع ووضح الفرق بين العرق والعادة عند الفقهاء والقانونيين وما يترتب على هذا الفرق عند من يقول به وبحث أيضاً في مناقضة العرف والعوائد للشريعة الإسلامية وحجية العرف وخطورة الجهود على الأحكام الصادرة على أعراف تغيرت.
ولم يغفل المؤلف موضوعاً في غاية الأهمية ألا وهو عمل أهل المدينة، وتحقيق القول في هذه المسألة أن من عمل أهل المدينة ما هو حجة باتفاق العلماء ومنها ما هو حجة باتفاق أكثرهم ومنها ما هو حجة عند بعضهم ومنها ما ليس بحجة عند جمهورهم. وعرض أيضاً لمدى إحاطة الشريعة الإسلامية بمصالح العباد فيبدأ بتعريف المصلحة ذاكراً المصالح التي عليها مدار التشريع، والسبب في دعوى العلماء أن هناك مصالح خارجة عن نطاق الشريعة وذاكراً مذاهب العلماء في المصالح المرسلة قبل أن يعرض للاستحسان وآراء مؤيديه ومعارضيه.
ويبحث أخيراً في اصل الاعتقاد والمناهج المتبعة ف إثبات العقائد وحجج كل فريق ليفرغ من ثم للحديث عن فقه الاختلاف وأنواع الاختلاف وأسبابه، والاستصحاب وقول الصحابي وشرع من قبلنا وهي كلها أمور لا بد من الإلمام بها لمن يريد التوسع في معرفة هذا العلم الجليل العظيم الشأن.
Reviews
There are no reviews yet.