نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله من التوحيد | ابي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي
طبعة جديدة منقحة ومصححة وتحوي زيادات وتراجعات
هذا الكتاب نموذج لما كان عليه علماء السلف من يقظة فكر وتأهب عزيمة لمن يريد أن يعبث بالعقيدة الصافية التي انتهجها سلف الأمة، أو أراد أن يشيع الفوضى الفكرية في عقول المسلمين بتبني الأفكار الهدامة. تجد في هذا الكتاب هتكًا لستور الجهمية وبيانًا لفضائحهم ودحضًا لخرافاتهم، والكتاب بحق – كما وصفه الإمام ابن القيم- من أجلِّ الكتب المصنفة في السنة وأنفعها، وفيه بيان لما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة؛ ففيه من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيره.
قال المولف في مقدمته :
أما بعد فقد عارض مذاهبنا في الإنكار على الجهمية ممن بين ظهريكم معارض وانتدب لنا منهم مناقض ينقض ما روينا فيهم عن رسول الله ﷺ وعلى أصحابه بتفاسير المضل المريسي بشر بن غياث الجهمي. فكان من صنع الله لنا في ذلك اعتماد هذا المعارض على كلام بشر إذ كان مشهورا عند العامة بأقبح الذكر مفتضحا بضلالاته في كل مصر ليكون ذلك أعون لنا على المعارض عند الخلق وأنجع في قلوبهم لقبول الحق ومواضع الصدق ولو قد كنى فيها عن بشر كان جديرا أن ينفذ عليهم بعضه في خفاء وستر ولم يفطن له من الناس إلا كل من تبصر، غير أنه أفصح باسم المريسي وصرح وحقق على نفسه به الظن وصحح. ولم ينظر لنفسه ولا لأهل بلاده ولم ينصح. فحسب امرئ من الخيبة والحرمان وفضحه في الكور والبلدان أن يكون إمامه في توحيد الله تعالى بشر بن غياث المريسي، الملحد في أسماء الله، المفتري المعطل لصفات ربه، الجهمي.
أنشأ هذا المعارض يحكي في كتاب له عن المريسي من أنواع الضلال وشنيع المقال والحجج المحال ما لم يكن بكل ذلك نعرفه، ونصفه فيه برثاثة مناقضة الحجج ما لم يكن يقدر أن يصفه، فتجافينا عن كثير من مناقضة المعارض وقصدنا قصد المريسي العاثر في قوله الداحض، لما أنه أمكن في الحجاج من نفسه ولم يفطن لغور ما يخرج من رأسه من الكلام المدلس المنقوض والكفر الواضح المرفوض. وكيف يهتدي بشر للتوحيد وهو لا يعرف مكان واحده ولا هو بزعمه في الدنيا والآخرة بواجده. فهو إلى التعطيل أقرب منه إلى التوحيد، وواحده بالمعدوم أشبه منه بالموجود. وسنعبر لكم عنه من نفس كلامه ما يحكم عليه بالجحود بعون الملك المجيد الفعال لما يريد.
ولولا ما بدأكم هذا المعارض بإذاعة ضلالات المريسي وبثها فيكم ما اشتغلنا بذكر كلامه مخافة أن يعلق بعض كلامه بقلوب بعض الجهال فيلقيهم في شك من خالقهم وفي ضلال أو أن يدعوهم إلى تأويله المحال لأن جل كلامه تنقص ووقيعة في الرب واستخفاف بجلاله وسب وفي التنازع فيه يتخوف الكفر ويرهب.
Reviews
There are no reviews yet.