القصائد السبع السخاوية في مدح النبي خير البرية ﷺ | علي بن محمد السخاوي المصري
تنشر لاول مرة على 4 نسخ خطية ، منها نسختان نفيستان عليهما اجازتان بخط شارحها العلامة أبي شامة المقدسي تلميذ الناظم
هي قصائد غرر فرائد، غزيرة العلم كثيرة الفوائد ، محمودة المصادر والموارد، فإن لم تكن : السبع المعلقات فهي إن شاء الله السبع الموفقات، العظيمة البركات، الكافلة لناظمها والمشتغل بها برفع الدرجات، ومضاعفة الحسنات.
السيرة النبوية العطرة مجال قصب عني به المتقدمون عناية بالغة، فألفوا فيه وصنفوا إبتداء من زمن التبعين وتابعي التابعين، ثم انبثق عن السيرة بمدلولها العام قسم أو صنف من التأليف يحمل اسم الشمائل؛ كتاب الإمام الترمذي “الشمائل المحمدية”، او يحمل اسم دلائل النبوة؛ ككتاب الإمام البيهقي، أو يحمل اسم الخصائص، ككتاب السيوطي، كما واكب ذلك سيل من القصائد الشعرية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وذكر شمائله وما خص به من معجزات.
وكان فاتحة هذا السيل ما أنشأه شعراء الأنصار في عهد النبوة في المنافحة عن الدعوة، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من الهداية، وفي طليعة هؤلاء حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، ثم كانت قصيدة “بانت سعاد” لكعب ابن زهير نموذجاً متميزاً في ذلك، فتح باب القول للشعراء ما بين موجز ومطيل، فتفننوا في ذلك حتى غدا “فتح المديح النبوي” غرضاً شعرياً قائماً بذاته، متميزاً عن الأغراض الأدبية الأخرى، وممن أبدع في هذا الفن من شعراء المغرب والأندلس أبو الربيع سليمان الكلاعي وابن أبي الخصال وأبو زيد الغازازي والشقراطيسي، ومالك بن المرحل وسواهم من الأعلام.
واشتهر فيه من أهل المشرق جماعة من شعراء الشام والعراق ومصر، كالصِّرْصري وشرف الدين البوصيري، والإمام البُرَعي، ثم جاء الإمام علم الدين السخاوي، فكان من خيار هذا الرعيل، فنظم قصائده السبع الذي أجاد الباحث في هذه الدراسة، وأفاد بإستخراجها مع شرحها لتلميذه العلامة أبي شامة في نسخة فريدة منتسخة من خط المصنف أبي شامة، كما أشار الباحث إلى ذلك في توثيقها.
وقد أسدى الباحث بعمله هذا إلى الناظم (السخاوي) والشارح (أبي شامة)، كما أسدى للمكتبة الإسلامية والأدبية، بإختياره لهذا الشرح ليكون أطروحته، خدمة جليلة القدر مكنت قراء هذه التحفة الأدبية من الوقوف علها، والإفادة من مادتها العلمية التي تشد قارئها لما فيها من الطرافة في التناول، والعمق في الباحث، والتحقيق في معالجة في القضايا والمسائل، ولا عجب في ذلك طالما أن القصائد هي من إنشاء عالم ضليع راسخ القدم في العلوم والآداب، وشارحها أيضاً في غاية الإقتدار وسعة الباع وطول الذراع في سائر العلوم.
هذا، وقد كانت القصائد السبع السخاوية من قصائد المديح النبوية التي وصلت إلى المغرب، وعني العلماء بروايتها، ولعل أقدم إشارة إليها هي الإشارة التي وردت عند العبدري في رحلته، ومن ناحية أخرى، فإن شرح القصائد السبع أبان فيه الشارح عن إمامته وبراعته وقوة عارضته في تنبع معاني شيخه، والإستشهاد لها، والتنظير بما عند تقدمه أو عاصره من شعراء المديح النبوي، فجاء شرحه هذا حافلاً بالقصائد والشواهد منها، مما أغنى به شرح أبيات القصائد السبع، وجعل شرحه معرضاً لثقافته الأدبية وسعة إطلاعه على التراث الأدبي في السيرة العطرة، ومجالاً للدرس الأدبي المقارن.
لذا يمكن القول بأن ظهور هذا الشرح لقصائد السخاوي النبوية إسهام على ذو أهمية بالغة في بابه سواء من حيث محتواه في مادته العلمية المتعلقة بالشمائل وأعلام النبوة، أم في مادته الأدبية بوصفه نتاجاً أدبياً رفيع المستوى يدخل ضمن غرض المديح الذي تفنن فيه الشعراء وتباروا من خلاله في التعبير عن مشاعرهم، ووصف خلجات نفوسهم وعواطفهم، وإختيار المفردات والأساليب الأدبية التي تترحم تلك العواطف والخلجات، ناهيك فالأهمية هذا الشرح بالنسبة للإنتاج العلمي المتعلق بهذين الإمامين.
ولقد كان الباحث موفقاً في إختياره لهذا الشرح، الذي أغناه بهذه الدراسة البحثية التي سلك فيها الخطة المبينة على الآتي: قسمه إلى قسمين كبيرين، بعدهما فهارس، أما القسمان فأحدهما – وهو الأول – خصصه للدراسة، والآخر للنص المحقق، وقد رتب القسم الأول ضمن بابين قبل منها مدخل، أما المدخلان، فتحدث فيهما الباحث عما رجع إليه في دراسة سيرة كلّ من الناظم والشارح من مصادر ومراجع، مرتبة في مجموعات حسب أهميتها.
وأما الباب الأول من القسم الأول؛ فقد أفرده الباحث لدراسة سيرة الناظم وقصائده السبعة (وفيه فصلان)، وأما الباب الثاني من القسم الأول، فقد جعله لدراسة سيرة الشارح وشرحه على القصائد السبع (وفيه فصلان)، وأما القسم الثاني فقد خصصه الباحث للنص المحقق بكافة حيثياته التي التزمها في منهج التحقيق.
Reviews
There are no reviews yet.